هل فعلا يمكن للمال ان يغير شخصياتنا و يحدد علاقتنا، ؟
عندما يكون المال هو الغاية التي نتخد من اجلها كل الوسائل ستكون الاجابة : نعم
منذ فجر التاريخ و الماديات تلعب دورا مؤثرا في حياة الانسان، فالاقتصاد كما يرى الكثيرون، هو عصب الحياة. لكننا بدأنا نلاحظ في الآونة الاخيرة تغلب المادة على كل شيء آخر. اذ اصبحت "الفلوس" رمزا للمكانة الاجتماعية، و من ثم راحت تصبغ سلوكيات الناس و افعالهم. فبالفعل تغير الفلوس النفوس، فتنتج العديد من المشكلات ليس اقلها الحقد و الغيرة و التنافس غير الشريف. لقد تحولت الفلوس إلى غاية في الحد ذاتها، مع ان المفروض أنها مجرد وسيلة للوصول إلى غاية او غايات.
ثقافة اليوم تفرض على الكثير منا السعي نحو المال سعيا محموما، متخدين في ذلك أسبابا و طرق عدة، منها ما هو مشروع، و منها ما هو غير مشروع. و حينما نحصل على الفلوس تتغير نفوسنا فنشعر اننا امتلكنا اهم ما في الحياة، بينما نكون بالفعل قد فقدنا اهم ما في الحياة. نعم نكون قد امتلكنا اشياء نتباهى بها، كرصيد البنك و الفيللا الفخمة أو السيارة الفارهة أو الملابس الانقية ...، لكننا تحولنا الى كائنات مفرغة من العواطف و الاحاسيس و المشاعر نحو الاخر، الذي قد يملك مقدار ما نملك أو اقل أو أكثر او لا يملك شيئا على الاطلاق. إننا بذلك نكون قد قطعنا حبال الود و أواصر المحبة، و هدمنا جسور التواصل الانساني، لأن الماديات استغرقتنا و جعلتنا ننسى أن للحياة جوانب أخرى غير الماديات."
إن النفوس الكريمة الأصيلة لا تتغير بتغير الأحوال والأزمان من جهة التقوى، فإذا لم تزد فإنها لا تنقص، ومن جهة التواضع فإنها تبقى عليه حافظة لوفائها لمن حولها، ثابتة على هذه المبادئ الشرعية، حتى وإن وصلت إلى أعلى المناصب، أو بلغت ما بلغت من الأموال، وأما الزائف من النفوس فما أن يتبوأ صاحبها منصباً، أو يصبح ذا مال وثروة، حتى يتعالى على الخلق، ويتكبر عليهم، ويتنكر لهم، فينسى ما مضى، ينسى أصدقاءه وإخوانه، بل وأقاربه وأهله،
فالولع بالمال و جمعه بأي وسيلة يعميان الكثيرين عن أشياء مهمة في الحياة، لا علاقة لها بالمال. إنك لا تستطيع شراء السعادة بالمال. و لا تستطيع تحقيق الأمن النفسي و الاجتماعي بالمال فقط،.
و الكلام السابق كله لا يعني بأي حال من الأحوال التقليل من شأن المال، فهي عصب الحياة الحديثة، لكن العبرة كلها في كيفية الحصول على المال و كيفية توظيفه التوظيف الصحيح، ليعود على صاحبه بالسعادة الحقيقية و ليس بالسعادة الزائفة.
النفوس الضعيفة فقط هي التي يغريها المال و يجعلها تغير القيم التي نشأت عليها.
لااحد ينكر ان حب المال غريزة بشرية قال تعالى (ويحبون المال حبا جما )
ويعتبر المال زينة وفي نفس الوقت فتنة قال تعالى ((المال والبنون زينة الحياة الدنيا)) وقال تعالى (( إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم )))اذن المال ابتلاء من اللة هل يحسن المسلم التصرف فية فينفقة على كل خير من نفقة اهلة وعيالة والتصدق على الفقراء وكل اوجة الخير أم يكنزة ويبخل بة على نفسة او يكون سببا لتكبرة على الخلق
كل ذلك محسوب عند رب العباد
انا في رأي المال لا يغير النفوس، إنما المال يكشف حقيقة النفوس، يظهر الوجه المخفي فينا.. حقيقة تعاطينا مع الحياة و نظرتنا لمن حولنا.. رغم كل ما قد تلعبه التنشئة من دور تبقى سيكلوجيا الفرد الخاصة صاحبة الكلمة الاخيرة.
و احب أن أوضح بعض النقاط :
*إن أكرم الخلق عند اللة اتقاهم وليس اكثرهم مالا
*قال رسولنا الكريم علية الصلاة والسلام
(إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم)). .... (رواه البخاري)
* أول من يدخل الجنة هم الفقراء
وكان عليه الصلاة والسلام يقول: "اللهمَّ احشرني مع المساكين".
أفقر البشر الانبياء ولكنهم اعلاهم شأنا نبينا محمد صلى اللة علية وسلم عاش يتيما و فقيرا لكنة أعظم رجل على وجة الارض قاد امة هي خير الامم ومن بعدة الصحابة والتابعين رضوان اللة عليهم كانوا زاهدين في الدنيا ولم ينتقص ذلك شيئا من مكانتهم عند الخلق والخالق وبقي ذكرهم وكريم خلقهم عبر التاريخ بل هم قدوة لبني البشر اليوم وفرعون ملك كنوز الارض لكنة خلد باسوأ ذكر وصار مضرب للطغيان والجبروت , وابي لهب من كبار قريش وأغنى اغنياءها عريق النسب والحسب لكن شبة بابشع الصفات وقد نزلت فية سورة تتلى الى أن يرث اللة الارض ومن عليها وغيرهم كثير
اذن الذي يعز هو اللة ولو كنت فقيرا والذي يذل هو اللة ولو كنت غنيا
وهكذا الإنسان ينبغي عليه أن يذكر أصله، وقد كان من التراب والطين.
اللهم إنا نسألك أن ترزقنا التواضع يا رب العالمين، اللهم إنا نعوذ بك من الكبر، والفخر بالحسب، والطعن في النسب، اللهم اجعلنا ممن يقومون بحقوقك، وحقوق عبادك يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك القصد في الغنى والفقر